الحياة أمل


الخطأ طبيعة بشرية متوقعة وقد ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن خير الخاطئين التوابون وورد وقوع الخطأ والذنب في آيات وأحاديث عديدة. فإذا كان الخطأ يقع في حق الآخرة فمن باب أولى أن يقع في أمور الدنيا.
وفي هذا المقال سوف استعرض ثلاثة مراحل للإنتقال بالخطأ من الوعي به إلى التعلم منه.

المرحلة الأولى: الحالة الذهنية وتشمل:
١- يجب أن يكون لديك استعداد ذهني ونفسي لتقبل وقوع الخطأ، لأن قبول ذلك يعني أن لديك قابلية للتصحيح والتعامل معه.
٢- لا تعتقد أنك تعرف كل شيء.
٣- فرق بين الخطأ والفشل، حيث أن الخطأ هو فعل والفشل هو نتيجة هذا الفعل. الفعل الخاطئ يقود لنتيجة خاطئه والعكس صحيح.

المرحلة الثانية: عند الوقوع في الخطأ وتشمل:
١- الإعتراف بالخطأ وتحديده وتقبله.
٢- تحمل المسؤولية ولا تلقي اللوم على نفسك أو على غيرك، اللوم في هذه الحالة لن يصحح شيء بل يزيد الأمر سوءً.
٣- توقف فوراً وابدأ في مرحلة التصحيح. جد طريقاً لذلك.

المرحلة الثالثة: بعد الوقوع في الخطأ وتشمل:
١- اسأل نفسك هذه الأسئلة: لماذا حصل هذا الخطأ؟ ما الذي يمكن فعله في المرة القادمة لتفادي الوقوع في الخطأ؟ ماذا تعلمت من هذا الخطأ؟ الإجابة عن هذه الأسئلة سيتيح لك المجال للتفكير بطريقة مختلفة تساعدك في تصحيح اخطاؤك.
٢- حدد ما الذي تحتاجه بالضبط لتصحيح الخطأ. هل ينقصك مهارات؟ أدوات؟ معلومات؟ علاقات؟ بحسب نوع ووقت الخطأ حاول أن تعرف ما الذي ينقصك في هذه الحالة.
٣- أطلب المساعدة، ولا تجد في نفسك الحرج من السؤال لأنه لا يوجد أحد كامل ويستطيع فعل كل شيء. قد تحتاج استشارة أو مساعدة أو تفويض. المهم لا تتردد في طلب المساعدة ممن تظنه قادر على ذلك.

إلماحات:
١- تذكر أن التحسين اليسير المستمر يقود إلى نتائج كبيرة. لابأس بالمحاولة والعمل البسيط في تصحيح المسار فهو أفضل على كل حال من عدم فعل أي شيء.
٢- أخطاؤك مصدر قوتك إذا تعلمت منها، ومصدر ضعفك إذا توقفت عندها. كن قوياً دائماً.
٣- لا تستمر في الخطأ عند علمك به. حياتك أثمن من أن تقضيها في مسار خاطئ يمكن تصحيحه. لازال هناك وقت لذلك.

في حياتنا اليومية نحتاج دائماً للتعبير عن ما يدور في داخلنا من أفكار ومشاعر. وغالباً لا نستطيع وصف الشعور الحقيقي ولذلك يغلب على وصفنا المبالغه في اختيار الألفاظ. قد يصعب وصف الحالة الشعورية التي نعيشها خصوصاً عند الحالات السلبية فتختار أقسى كلمة نعرفها مما يؤدي هذا الوصف من الشعور إلى الإعتقاد.

لتبسيط هذا المفهوم اضرب لكم هذا المثال: في حالة الغضب لسبب ما يبدأ هذا الغاضب بالتحدث مع نفسه عن هذا الشعور بكلمات سلبية تعزز هذا الغضب مثل أنا غاضب، لا أستطيع التحكم في أعصابي، سوف أنفجر غضباً ، أنا دائماً عصبي. ثم ما الذي سيحدث؟ ستؤثر هذه الكلمات على إعتقاده الشخصي عن نفسه ويربط كل حدث بسرعة غضبه وعدم السيطرة على أعصابه ثم سيتحول هذا الإعتقاد إلى فعل. أي أنه ربما يعبر عن غضبه بالصراخ أو الضرب أو أي فعل آخر سلبي.
إذاً التسلسل المنطقي هو كالتالي: كلمة سلبية تتكرر ثم شعور وإعتقاد بهذا الوصف ثم فعل.

ماذا لو كانت الكلمة إيجابية؟ سيحدث نفس التسلسل ولكن النتيجة حتماً مختلفة. ولو افترضنا أن الواقع سلبي، فمن الطبيعي أن يكون الشعور سلبي، في هذه الحالة يمكن التحكم في الكلمات مما ينعكس إيجاباً على السلوك. وفي المثال السابق بدلاً من أن تقول لنفسك أنا غاضب تستطيع القول أنا غير مرتاح، أنا لست في حال جيده، أحتاج أن أرتاح الآن وأعيد التفكير مرة أخرى. سوف تتوقف عن الشعور السلبي ولن يحدث فعل سلبي وسوف تبحث عن حل مناسب.

وفي جانب آخر، لو تأملنا في كثير من الكلمات التي نقولها لأنفسنا لوجدنها قد منتعنا من كثير من الأمور التي كان يجدر بنا فعلها. كم مره تقول لنفسك أنا لا أستطيع، أو فعل هذا الأمر صعب، كيف تحكم على نفسك بعدم القدرة أو بصعوبة الأمر مع أنك لم تجرب مره؟ بسبب هذه الكلمات قد تضيع على نفسك فرص عظيمة، ماذا لو قلت لنفسك هذا تحدي جديد أحتاج أن أخوض التجربة وأتعلم من أخطائي وأكتسب خبرة جديدة. تأكد أنك لن تكتسب هذه الخبرة لو أوقفتك كلمة لا أستطيع.

تمر بنا لحظات نفكر بأننا لسنا أكفاء أو أننا لا نستحق هذا المكان وأن فلان أفضل منا ولديه فرص أكبر وأفضل. كل هذا وهم وأفكار تافهه في مخيلتنا فقط وإنما الواقع أن فلان آمن بنفسه و ذهب إلى الفرصة وتعلم منها.

قد تتسائل كيف أغير أسلوب حديثي لنفسي وطريقة أختيار كلماتي؟ باختصار وبكل بساطة راقب كل الكلمات السلبية التي تقولها لنفسك وسجلها في ورقه خاصة أو في جوالك واجعلها على هيئة قائمة ثم اكتب أمام كل كلمة سلبية كلمة بديله عنها أقل سلبية وأكثر إيجابية ثم كررها في كل موقف يستدعي استخدامها. على سبيل المثال: استبدل خائف بمهتم و صعب بتحدي. وقس على ذلك جميع الكلمات التي تمر بذهنك وكيف يمكنك استبدالها.

ما رأيك أن تنتقل لمستوى أعلى من التفكير؟ اكتب الكلمات الجيدة التي تصف بها حالاتك المتوسطه أو فوق المتوسطة واستبدلها بكلمات أكثر حماس وقوة، مثلاً بديلاً عن جيد استخدم كلمة ممتاز وطيب برائع وسعيد بقمة السعادة. اسرد جميع كلماتك الجيدة واستبدلها بكلمات أكثر جمالاً وسعادة وستجد إنعكاس ذلك على مستوى تفكيرك وأفعالك. سوف ترى الأمور بمنظار مختلف تماماً عما كنت عليه.

وتذكر دائماً أن الكلمة التي تقولها للآخرين تؤثر فيهم سلباً أو إيجاباً، والكلمة التي تقولها لنفسك تأثيرها عليك أضعاف أضعاف ذلك.

كثير ما نقرأ في الكتب والمقالات أو نسمع للمتحدثين التحفيزيين وهم يقولون أبدأ الآن، حقق حلمك، انطلق في تحقيق أهدافك وغيرها من العبارات الرائعة المحفزه. نعم هي محفزه وضرورية لكن أقول لك لا تبدأ الآن بل ابدأ في الوقت الصحيح.
الوقت الصحيح هو عندما تكون جاهز بدرجة مقبوله، غير منطقي أن تبدأ في مشروع أو عمل جديد أو نشاط علمي أو اجتماعي دون أي تحضير مسبق وفي نفس الوقت لن تبدأ إذا كنت تنتظر أن تكون جاهز ١٠٠٪ للمشروع الذي تنوي فعله.
كم مر بك أفكار ومشاريع وفرص لم تتقدم في تحقيقها بسبب أنك تشعر آنك غير ملم بها تماماً؟ وكم من فكرة أو مبادرة انطلقت في ممارستها بحماس دون أن تفهم أبجديات العمل فيها؟
انطلق بحماس عندما تملك رؤية واضحه وقناعة تامة ودراسة لما أنت مقدم عليه، وتنبه إلى أمر مهم وهو أنك لن تصل إلى الكمال أو للنضوج أبداً قبل أن تبدأ والسبب بكل بساطه أن العلم يتقدم بشكل متسارع والأعمال تتطور والعالم من حولك مليء بالمبادرات والمشاريع والأفكار فلن ينتظرك أحد ولن ينظر إليك أحد مالم تبادر وتنطلق في مشروعك أين كان. وفي ذات الوقت استمر في التعلم في كل لحظة وكل يوم والتعليم هنا لا يعني الشهادة الجامعية أو الدراسات العليا إطلاقاً فما هي إلا نوع واحد أو مسار من مسارات التعليم في الحياة. تعلم من أدائك من خلال ملاحظتك ومن خلال التجربة والممارسة والمشاهدة، تعلم من زملائك وممن سبقك في المجال، تعلم بالقراءة والبحث، تعلم بالمحاكاة ومتابعة الناجحين. ولا تنسى أحد أهم ممارسات التعلم وهو السؤال، اسأل أصحاب التجارب والخبرات، بل اجعل طريقة تفكيرك مبنيه على التساؤل دائماً. رب سؤال يفتح به أفاق من الأفكار والمشاريع.
جزء من التكوين البشري للإنسان هو الخطأ لذلك أياك أن تخشى الأخطاء وتتجنبها. بقدر ما تخطئ تتعلم أكثر وتزيد خبرتك، وكلما كثرت أخطاؤك في البدايات قلت في النهايات وأصبح عملك أكثر إتقاناً. فكيف تخطئ مالم تبدأ؟ وكيف تبدأ وتخطئ مالم يكن لديك أساس؟
اجمع بين العلم النظري والتطبيق العملي، تعلم الأساسيات وافهمها ثم طبقها. تدريجياً ستجد نفسك أكثر ثقة وإيمان بقدراتك ومهاراتك التي أكتسبتها من خلال رصيد من التعلم والتطبيق في مسارين متوازيين طوال سنين حياتك في تجاربك المختلفة.
انفتح على العالم، اطلع على تجارب من سبقك، احط نفسك بأصحاب الهمم العالية والتجارب الناجحة. تقبل النصح واطلب الإستشارة.
وبعد كل هذا أقول لك أبدا الآن وارجوك لا تتأخر….

تقدم شاب لخطبة ابنة الامبراطور، فأشترط عليه شرط واحد فقط لكي يوافق على زواجه من ابنته. وشرطه هو أن يحضر له ذيل ثور من أحد الثيران الثلاثة الذين يسدخلهم عليه. وافق على ذلك وادخل عليه الثور الأول فوجده كبير وضخم تنحى عنه جانباً حتى مر وطلب الثور الثاني فإذا به ضخم جداً جداً تركه يمر وانتظر الثور الثالث…..

لو سألتك أخي القارئ كم فرصة مرت بك ولم تستغلها؟ كم فكرة جالت في خاطرك ولم تنفذها؟ ربما تكون عشرات بل مئات الفرص والأفكار التي مرت دون أن تستغل بالشكل الصحيح.

والفرق بيننا وبين الناجحين البارزين هو في استغلال الفرص فقط. والفرص كثيرة جداً من حولنا أكثر مما نتخيل ولكن علينا أن نبدأ بالفرص التي حولنا كما يقول جيري جونس: “ لا تبحث عن الفرص البعيدة قبل أن تنتهي تماماً من استغلال جميع الفرص التي بين يديك”.

والناس في استغلال الفرص أربعة أنواع وهم:
الأول: من تمر عليه الفرص ثم الفرصة ثم الفرصة ولا يتسغلها ولا يحرك ساكاناً ولا يتقدم خطوة واحدة أبداً
والثاني: من ينتظر الفرصة تأتيه وهذا الشخص يعيش وهم الحظ يعتقد أن الحظ هو من يصنع النجاح وهذا مفهوم خاطئ جداً عن الحظ. بل الفرصة لن تأتي إلا لمن استعد لها.
والثالث: من يبحث عن الفرصة، وهذا مثل الملياردير الصيني جاك ما وقصته مشهورة وطويلة نذكر منها محاولاته العديدة للحصول على الهجرة إلى امريكا حيث تجاوزت ١٦ محاولة ولكنه فشل فيها كلها ثم تقدم للجامعات الأمريكية لغرض الدراسة ٣٠ مرة ولم يقبل، وتقدم للعمل في كنتاكي الذي في مدينته مع ٣٠ متقدم جميعهم قبلوا إلا هو. حاول أن يبدأ بالعمل في التجارة مرات عدة وكان يفشل في كل مرة إلى أن بدأ مشروع اي باي الشبيه بموقع الأمازون وبعده موقع علي بابا للتجارة الإلكترونية واستمر يحقق نجاحات في ١١ سنة أصبح ملياردير ومن أغنى أغنياء العالم.
والرابع: من يصنع الفرص مثل الفلاح الهندي الذي اشترى مزرعة ووجدها مليئة بالثعابين والعقارب فحولها إلى معمل لاستخراج السموم.

السر أخي القارئ هو في استغلال الفرص ولن تستطيع استغلالها إلا إذا أحسنت الاستعداد لها ولتقريب هذا المعنى اضرب لك مثال الصياد الذي عندما أراد الصيد ذهب إلى البحر ووقف أمامه وانتظر السمك يأتيه لكي يصطاده!! أيعقل هذا؟؟
أم أنه يجب عليه أن يحضر عدة الصيد كاملة من شباك وسنارة وطعم وكامل الأدوات ويختار الوقت والزمان والمكان والأجواء المناسبة ثم يذهب ويصطاد ويخرج بالسمك الكثير الوفير ويبيعة ليتكسب من ثمنه…

تماماً هي كذلك الفرص والاستعداد لها وهنا أضع بين يديك بعض الخطوات التي يجب عليك عملها لكي تكون مستعد للفرصة حينما تأتي ومنها:
١- كتابة خطة واضحة وأهداف محددة ورسم مسار واضح المعالم لما تريد أن تكون عليه.
٢- الثقة بقدراتك واكتشافها وتنميتها.
٣- مواجهة المخاوف والقضاء على التردد.
٤- امتلاك المعرفة.
٥- بناء العلاقات وتوطيدها وتوسيعها.
٦- المحاولة وتكرار المحاولة وعدم اليأس.
٧- التفكير بطريقة ماذا لو؟ وليس بطريقة لماذا؟.

وتذكر دائماً أن الحياة قصيرة جداً ويجب عليك استغلال الفرص لأنها قد لا تتكرر. وإذا فشلت مرة واثنتين وثلاث استمر في المحاولة فإنك حتماً سنتجح بإذن الله فهناك شيءً أفضل ينتظرك دائماً.

نعود لقصة الشاب؛ عندما دخل عليه الثور الأول وجده كبير والثور الثاني ضخم جداً وقرر انتظار الثور الثالث فلما دخل عليه وجده نحيل وضعيف جداً فرح وصعد فوقه واتجه إلى الخلف فلم يجد له ذيل!!!

وأنت ماذا عنك؟ هل ستواجه الثور الأول؟ أم تنتظر الثور الثالث؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله…

إن من سنن الحياة التقلب والتبدل وتغير الأحوال، لا شيء يدوم وما من شيء إلا ويفنى… ولله الحكمة من قبل ومن بعد…

كنت ولا أزال مطلع على كثير من أحوال الناس، فأجد منهم الساخط ومنهم المتألم والآسي والمضطرب والقلق ومنهم من يمر بضيق مادي أو وظيفي أو اجتماعي أو نفسي إلى غير ذلك من أحوال الناس التي لا تنقضي…

طبعاً لا يعني هذا أن هناك من يعيش في سعادة وهناء، اسأل الله أن يزيدهم من فضله… لكني لا أعنيهم هنا في مقالي هذا…

هنا أود أن أتطرق إلى جزئيه بسيطة في هذ الموضوع الذي أعلم تماماً أنه لا يكفيه مقال متواضع من مثلي. بل أنه يشغل المختصين والمستشارين والمصلحين الذين لهم باع طويل في حل المشكلات الشخصية والاجتماعية…

ما أود قوله هنا أن الحياة أوسع وأشمل وأكبر مما نتصوره ومما يخيل لنا، بل نحن الذين نضع الحدود لأنفسنا ونضيق الخناق على أنفسنا دون أن نشعر بذلك…

كيف والعالم رحب فسيح جدا… ولو تأملنا قليلاً لوجدنا صنوف وألوان وأنواع من كل شيء… بل حتى في تنوع الطبيعة الجغرافية والمناخية وكذلك الأجناس والناس والبلدان والأزمان… وهذا دلاله على أن هناك خيرات كثيرة…

قرأت ذات ليله أن مهندساً أصبح إعلامياً مشهوراً وأن صانع أحذيه أصبح عالماً فذاً وأن معلماً أصبح تاجراً مشهوراً والقائمة تطول….

وذاك يترك بلده يبحث عن لقمة العيش فيعود بالخير الوفير، وآخر يترك وظيفته ويعمل على سيارته، وآخر يكمل دراسته، وغيره يقطع دراسته ليعمل…

تأملت ذلك فأيقنت لو أن هذا أقتنع بوضعه الحالي وأصر على أن يعمل به وحصر نفسه في هذا المجال لما أصبح ما أصبح!!

هذا على سبيل المثال في مجال الوظيفة والعمل. وأما في مجالات الحياة الأخرى الاجتماعية كانت أو الدعويه، ففيها من القصص والوقائع ما هو أغنى وأكثر…

هذه دعوة بكل بساطه إلى التأمل وسعة التفكير وأن نعطي أنفسنا مجال أكبر للبحث والإطلاع وعدم تضييق خناق التفكير وحصر الذات في دائرة صغيرة قد تؤدي إلى الهلاك…

اليوم وأنا أقلب هاتفي الذكي بكل إعتزاز وأعتقد في نفسي أنني لا أستطيع التخلي عنه! بل أنه أصبح جزء أساسي في حياتي اليوميه.

في هذه الأثناء تبادر إلى ذهني مقال كتبته قديماً بعنوان (سيارته غير!) صورت فيه بعض صور أصحاب السيارات وأختلاف أهتماماتهم وختمته بهذه الجملة: (سيارته غير لأنه أستثمرها في الحفاظ على وقته، وليس هذا فحسب بل ليستفيد من كل لحظه ضائعة.)

أما الآن فالتقنية الحديثه والحياة المتسارعه بشكل يضطرك إلى أن تكون على رتم أسرع وأن تحاول أن تفي ببعض متطلبات الحياة التي تقضي على الوقت، وفي ظل عدم إجادة أغلب الناس إلى مفهوم إدارة الوقت وتنظيم الحياة بشكل يتيح لهم تنمية القدرات أو ممارسة الهوايات أو إنجاز بعض الأعمال الأخرى. تأتي هذه التقنيات لتحوي لنا كل شيء، لنضعه في جيوبنا!!

أو على الأقل مساعدتك في جدولة أعمالك، قراءة الكتب، سماع المفيد من المقاطع الصوتيه، وأخرى مرئيه، والإطلاع على الأخبار، وتصفح البريد الإلكتروني، … والقائمة تطول وتطول…

هنا يجدر بنا أن نميز أجهزتنا هذه، وتميزها دليل تميزنا وهذه ليست عبارة تسويقيه بقدر ماهي دعوة للإستفادة من هذه التقنيات الرائعة والتي تعد من نعم الله علينا.

فهل نعي ذلك حقاً!

عرف الناس في هذا الزمان أن أعظم استثمار هو الاستثمار البشري!

أي الاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته العقليه والجسديه وتلبيه إحتياجته الرئيسيه من أجل أن يعطي ويبدع. أن هذا الاستثمار هو الاسثمار الحقيقي الذي ينتج عنه نهضة في شتى مجالات الحياة. لو افترضنا أن مؤسسة ما لديها إمكانيات ضخمه وموارد عديده ومواد خام ونظام دقيق ومتقن، ولا يوجد فيها كفاءات بشريه محترفه فإنها بلا شك لن تنجح ولن تنتج ومصيرها الفشل الذريع.

ما دعاني إلى هذه المقدمه هو لفت الانتباه إلى ماهو أعظم من ذلك، إذ أن الإنسان يملك كل مقومات أو على الأقل أغلب مقومات النجاح والاستثمار الأمثل لذاته! ويكون ذلك باستغلال أوقاته وتحديد أهدافه والسعي الحثيث لإستثمارها في النافع الذي يوصله إلى أعلى الدرجات وتحقيق أسمى الغايات.

والاستثمار الأمثل والأعظم المقصود هنا كيف يعمر الإنسان وقته؟ وإذا كنا قد علمنا عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه أن أعمارنا بين الستين والسبعين سنه، وهذا هو الغالب وقد تزيد أو تنقص والعجيب في الأمر أن الله سبحانه وتعالى لم يخبر أحداً منا متى يحل أجله وفي أي يوم ينقضي عمره وعلى أي حال تقبض روحه! وهذا فيه معنى جميل ورفيع جداً وهو الحث على بذل الجهد والعمل الدؤوب المستمر الذي لا ينقطع ولا يتوقف بحال من الأحوال. والرائع في شريعتنا الغراء أن سبل الخير والعمل الصالح متنوعه مختلفه كثيرة جداً وهي بالجمله خفيفة على النفس سهلة العمل يسيره التنفيذ وفوق ذلك يجد العامل لذه وسعادة لا مثيل لها وراحة بال وتوفيق ورفعه في حال لا يعرفها إلا من وفق الله لها.

وعلى هذا ينبغي للفطن الكيس أن يلتفت لما هو أسمى دائماً ويبحث عن الفاضل دون المفضول وعن الأكثر نفعاً والأعظم أجرا. وأن يعمر وقته فيما يرفع درجته ويعلي منزلته في الدنيا والآخرة.

وأن يحذر من التمادي في البقاء في دائرة المباح، ولا شك أن المباحات لا أثم فيها ولكن ينبغي التنبه أنها محفوفه بالمحرمات من جهه وبالمستحبات والواجبات من جهة أخرى. وبدون أدنى شك إن كل واحد من البشر يخطئ ويصيب وقد يقع في المعصية والذنب. ولكن معصية دون معصية وذنب دون ذنب في الإثم والعقاب. وكذلك هي الحسنات والأعمال الصالحة فيها تفاوت في الأجر والثواب. هناك بون شاسع بين من يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب وبين من يدخل النار ويخرج منها بعد حين! وفرق كبير بين من يكون في أعلى الجنة تحت عرش الرحمن وبين من يكون في المنازل الدنيا منها.

هي النفس إذا روضتها على معالي الأمور ودربتها على محاسن الأخلاق وعلمتها كيف ترتقي دائماً وتتطلع إلى ما عند الله من نعيم مقيم ومنزل عظيم ، فإنها عندئذ تكون نفس مطمئنه تواقه مؤمنه إلى ربها مشتاقه. فيحسن بذلك العبد العمل فيجد ويجتهد ويكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وقبل أن تغلق الصفحة أقول لي ولك ما قاله الله جل وعلا:

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ”


 

سؤال تبادر إلى ذهني في الوقت الذي نرى فيه كثير من شباب الأمة يجري خلف شهوات زائلة وآمال خداعة…. ذاك أتخذ له خليله وهذا يبحث عن رفيقه وآخر يتفاخر بعدد الصاحبات وغيره يجوب الطرقات يرمي النظرات تلو النظرات دون الخوف من عالم الخفيات الله رب العزة والجلال….!

تأملت كثيراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلكم السبعة الذين بأعمالهم بهممهم بطموحاتهم بسمو نفوسهم نالوا أعلى وأسمى الدرجات ففازوا بظل من ؟ ظل من لا ظل إلا ظله، الله مالك الملك سبحانه….

حينما عظم الله في نفسه وخشاه حق ما يخشاه وحقق معنى التقوى في ذاته وراقب الله…. عندها علم أن ما عند الله أعظم وأبقى وأدوم وأجمل وأروع…. مضى يردد من يتق الله يجعل له مخرجا… من ترك شيء لله عوضه الله خيراً منه…

هو ذاك الذي رأى زخرف الدنيا وبهجتها…. لم يسلك سبل الغواية ويبحث عن مهاوي الردى…. لم يشتهي الحرام، بل الحرام أتى إليه!!! دعته ذات المنصب والجمال فقال  إني أخاف الله… يا الله ما أتقاه وما أخشاه … استحق بجداره ظل الرحمن لأنه عرف من هو الرحمن خاف عقابه ورجا ثوابه وتاقت نفسه إلى ما عنده… إني أخاف الله!

أين من يركض خلف الساقطات؟؟ أين من يبحث عن خليلة تآنسه تسعده وما درى المسكين أنها التعاسة بذاتها بل هي الرذيلة والسقطة والزلة والعار والخسار في الدنيا وفي دار القرار….

أمسكي أنت؟ ومن هو هذا المسكي؟ أنه فتى أودعه الله جمال ووسامه ما شاء الله له… كان يجوب الطرقات يبيع بعض المتاع…. ولحسن مظهره وجمال مخبره…. فتنت به امرأة فهامت به حبا وكادت له المكيدة…. ونادته أن تعال لتشتري منه ما يبيع…. فأقبل بحسن نية … فغلقت الأبواب وأرادته لنفسها… امتنع وامتنع وخوفها بالله مراراً …. فما استجابت ولا إلى ربها أنابت…. رأى منها هذا الإصرار…. فكان منه القرار أن لا فرار إلا بدخول دار الخلاء…. طارت بذلك فرحاً ظنت المسكينة أنه لها يستعد ويتنظف…. أخذ يفكر كيف الخلاص والفكاك من هذا البلاء والامتحان…. وكان القرار الشجاع أن لطخ نفسه الطاهرة بالقاذورات وخرج إليها…. فنهرته وطردته وأبعدته….خرج يركض وأنظار الناس تتجه نحوه…. لم يلتفت كان قلبه يكاد أن يخرج من مكانه فرحاً أن نجاه الله من حبالها والسقوط في الرذيلة والعار…. دخل داره أزال النجاسة وتطهر…. فما تركه الله بل أكرمه في الدنيا قبل الآخرة…. أبدله الله برائحة المسك حتى عرف بها…. ولازمته هذه الرائحة حتى توفاه الله…. فما زالت به حتى بعد موته…. بل وكتب على قبره (المسكي) ….

يا الله ما أعظمك وأكرمك….وما أروع هذا المسكي…. لم يخدعه شيطانه وينساق خلف تلك الفتاة…. بل عرف الله فعرفه …. فكان له جزاء الدنيا…. والله عنده في الآخرة الجزاء الأوفى….

يا من بالدنيا أغتر …. وعن طاعت ربه فتر …. ودعته نفسه وشيطانه وهواه إلى عصيان ربه فما تاب ولا إلى ربه آب وعاد…. أما آن الأوان أن تتوب وإلى ربك تقبل وتعود….  إنها والله أيام بل ربما لحظات…. فيقال فلان مات! عندها والله لا تنفع الويلات ولا التوسلات…. أدرك نفسك ما دمت الآن قادر….

كن أنت مسكي الزمان…. اعرض عن داعي الشيطان…. واسمو بنفسك عن الرذائل  وخدع الشيطان…. احفظ الله يحفظك…. اتق الله ينجيك…. كن لله كما يريد يعطيك أكثر مما تريد ويزيد….  وتذكر دائماً أنك تتعامل مع الله في كل شؤونك…. فمن راقب الله فاز والله فاز….

 
من أنت؟ والحديث هنا لك أنت… يا من تقرأ أسطري… من أنت؟ لا أقصد بها أسمك ونسبك ولا جنسك وعمرك…
من أنت؟ والسؤال هنا والإجابة لك وحدك!

أنت مخلوق عظيم، أختارك الباري جل جلاله… وكرمك دون سائر خلقه… وخصك بمزايا وخصائص… فريدة عزيزة مميزة لك وحدك. أنزل لك كتاب عظيم وخصك بتشريع بديع دقيق وثيق، أكرمك بالإسلام ورفع مكانتك وعز وجاهتك؛ لم يجعلك تعبد حجراً ! ولم يجعلك تتبع بقرة! أو تشرك مع الله أحدا ! _تعالى الله وتقدس_، خاطبك الله في كتابة؛ وأخبر عن مكانتك الحقيقة، بأنه استخلفك في الأرض وكرمك وحملك الأمانة وسخر لك مخلوقاته… فأي تكريم وأي مكانة تلك؟ وأي شرف وعزة تكون؟

وكان كذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل من أجلنا… كم قاسى وكم بذل من أجل أن يوصل لنا هذا الدين العظيم! وهو كذلك أشار إلى مكاننا عنده في أحاديث عدة، ويكفينا والله أنه قال عنا يوماً ما أننا إخوانه!

وما كان هذا التقديم إلا لأبين شيء من مكانة الإنسان العظيمة… التي جهلها كثير من الناس اليوم. فراح الواحد منا يتيه في هذه الدنيا الفانية… ويتخبط في دهاليز الحياة، يبخس حق نفسه ويهين نفسه التي كرمها الله ورفع شأنها. يظن أنه أقل من هذا… أنه محبط… أنه لا يقدر على شيء… دائم التحسر والندم… نفسه ضعيفة روحه هزيلة همته عليلة… تتخطفه الهموم وتسيطر عليه الأحزان… يظن أن الناس كلهم ضده!… ويعتقد أن حظه الأسوأ … باختصار هو لا يقدر ذاته! فلا تكن أنت ذاك…. وقدر ذاتك!

تأمل في ذاتك وأبحث عن مكنون خصالك… في داخلك الجمال… في داخلك روح رائعة… تفكر ملياً في مميزاتك أكتبها أقرأها… تعايش مع أحاسيسها… ستجد أنك تملك الكثير من السجايا العظام… تذكر وتأمل كم تملك من أفعال وأقوال وصفات وخصال ذات قيمة ومعان! لماذا لا تستحث همتك لإخراجها؟ ماذا تنتظر؟

أبتسم… تحدث بحلو الكلام… تخلق بالخلق الحسن… مد يدك لمن يحتاجها… طهر قلبك من الحسد والغل والنفاق… قلبك أبيض طاهر… جدد مكامن الإيمان في داخلك… عد إلى خالقك … أقبل إليه بذاتك وروحك ونفسك… ألتمس العفو… وأطلب العون… كن كما أنت في جمال روحك… ونقاء ذاتك….

لا تقارن نفسك بغيرك…فقد أودع الله فيك ما يجعلك تكون الأفضل في مجالك! إذا عالجت نفسك وتعرفت على روعة ما عندك من صفات ومميزات… ستبدع وتنتج وتعرف من أنت… فلم الانتظار؟

أبتعد عن المخذلين والمتاخذلين… أصحاب النفوس المريضة… وكن مع أولائك الرائعين… المنتجين الإيجابيين… الذين يبثون في النفس الأمل… أبحث عنهم حولك ستجدهم حتماً…

أكتب أهدافك وأقرأها… راجعها طورها… أرتق بذاتك … نمي مهاراتك… أتقن فنك… كن العلم البارز … فأنت تستحق ذلك… والجميع ينتظر أفعالك…

ستمر بك المعضلات العظام… والصعوبات الجسام… فإياك والانهزام… والركون مع الأقزام… وهل هناك نجاح بلا تحدي وإقدام؟ لا تتخاذل ولا تتراجع ما دمت صاحب مبدأ ورسالة… وغاية ومراد… فهذا الميدان وأنت البطل الهمام…

لا تلتفت للصغائر… ولا تثنيك التفاهات… فهمتك أكبر وغايتك أسمى…وأعلم أن الكبار لا يعيقهم شيء ما داموا أصحاب عزيمة وإصرار… وأنت كذلك ولا مجال هنا للحوار!…

إياك وأن يعبث أحد بمشاعرك وأحاسيسك… أنت الذي تسيطر على ذاتك… لا تسمح للكلمات الجارحة أو اللمزات الخائنة أو القيل والقال أن يكون لها في داخلك مجال… أجعل هذا محال… تحكم بمشاعرك… وجهها نحو الأفضل والأسمى… لتساعدك لتحقيق مرادك… فإنها دافع وأي دافع!…

وقتك هو أنت!… فما الإنسان إلا مجموعة من الأوقات… املأ وقتك بالنافع المفيد… الموصل لتحقيق ما تريد… وإياك بتبديد الوقت في ما لا يفيد… ويبعدك عن مولاك رب الخلق والعبيد…

فكر بما ينفع نفسك ويرقيها في ميادين الحياة… لتقدم لمجتمعك وأهلك وبلدك النماء والعطاء… ابحث عن ما يستحق أن تفعله وأحبه…  ولا تعمل إلا ما حبب إلى قلبك… أخلص النية… وشد العزم… وأترك لك أثر تعرف به… فالأمة تحتاج لأمثالك…

لا تلتفت لإخفاقات الماضي… وزلات القدم… والغفلة والهفوة… اجعلها دروس… هي تقويك ولا تضعفك…تعلم منها الخطأ… وكرر المحاولة بالطريقة الصحيحة… الأبواب مفتوحة والطرق كثيرة… ما الحياة إلا مدرسة… خذ الخلاصة من التجربة… لاشك أنك ستملك خبرة!

راقب نفسك … أين كنت؟ وأين أنت الآن؟ وأين تتجه؟… أجعل لك محطات ومنعطفات في حياتك… قيم نفسك… هل هي على ما تريد؟ أصلح الخلل…قوم النفس… جدد العزيمة… بث في نفسك الأمل… كن كما تريد أن تكون…

جرب عمل جديد… من قال أنك لا تستطيع؟ أزل عن نفسك حاجز العجز والضعف… فلديك المزيد… وكن فعال لما تريد… فلا شيء يعيق صاحب الفكر العميق…

كافئ نفسك عند تحقيق إنجازك… قدر ذاتك… أحببها… أكرمها… أنزلها منزلتها التي بك تليق… قيمتك عالية… منزلتك رفيعة… قدرتك عجيبة… همتك تناطح السحاب… مرامك بعيد…عزمك أكيد… خلقك رفيع…

 

كان هذا هو أنت! فهل عرفت من أنت؟؟

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله  الأمين عليه وعلى آله وصحبه أتم صلاة وأشرف تسليم وبعد… يعلم الكثير ما حل بإخواننا في غزة من ظلم وجور وعدوان من اليهود عليهم من الله ما يستحقون، ولعل أكثر الناس تابع القنوات الفضائية وكتاب الصحف والمجلات… والكثير تكلم وكتب من علماء وقاده وساسه وغيرهم… ولست أحد من هؤلاء لكني أحد أبناء الإسلام الذين ساءهم ما يحدث لإخواننا هناك… وفي الحقيقة ما أكتبه الآن لم أحضر له ولا أعتبره مقال في هذه القضية… ولكن أحد الأخوة طلب مني أن أكتب له رسالة جوال تتعلق بالقضية… فلم يدر بخلدي إلا أن أكتب شيء من الدروس التي يجب تعلمها من هذه الواقعة… وإلا فحق غزة أرض العزة والكرامة وحق القدس والمسجد الأقصى جليل لا يسعني أن أكتب فيه شيء الآن والله المستعان….
هذه بعض الدروس كتبتها على شكل نقاط سريعة لكي يسهل تذكرها.. وفي الحقيقة يحتاج كل درس منها إلى وقفات وتأملات…لكن هذا ما جادت به النفس المقصرة في هذه العجالة:

- أن الإنسان لا يدري متى حتفه وأين تكون منيته، لنعمل الآن فقد لا نعيش غدا
- أن الأيام دول فقد تنعم الآن وتأسى غداً… فلا تكترث كلها بتقدير الله عز وجل.
- الجسد الواحد يتمثل في مثل هذه المواقف، أهلنا في غزة لهم حق النصرة بأشكالها الممكنة المتنوعة.
- ثبات أخواننا هناك يعلمنا كيف يكون الإنسان ثابت على مبادئه وقيمة وأهدافه وأخلاقه.
- الصبر يحتاج إلى مكابدة ومجاهدة، فلا جزع عند المصائب ولا نيل المطالب إلا بالصبر والتصبر.
- مهما أصيب الإنسان من ابتلاءات… فهناك من هو أشقى منه وأسوء منه حال فليحمد الله ويدعوا لإخوانه.
- بذل الروح والنفس في سبيل الله ونصرة الدين بالطرق الممكنة التي تتعايش مع ظروف الحياة والحالة التي تمر بالإنسان والمجتمع في حينها.
- قد يخذلك من تظن أنه معك، فلا تركن إلى ما عند الناس ولا تأمل فيما بين أيديهم… لأن ما عند الله لا ينفد وهو الذي يعطي ويمنع.
- الإيمان بالله لا تظهر سماته أحياناً إلا في المحن… والثبات عزيز لا يقدر عليه أي أحد… لذلك وطن قلبك واجعله يتشرب الإيمان في أعماقه فهذا هو ذخرك وسندك في كل حين.
- ليس الضعف الحقيقي أن لا تمتلك القوى والمعدات والآليات، لكن الضعف الحقيقي يكون في ذات الإنسان من عدم القدرة على قول الحق وفعل الحق والثبات عليه.
- صور الأشلاء والدماء تعلمنا نعمة الأمن والاستقرار… يحتاج منا هذا أن نحمد الله بالقول والعمل وأن لا ينسينا هذا حق أخواننا علينا من الدعاء والإغاثة.
- الحق مهما جار عليه الظلم والظلمة، فأنه سيظهر بإذن الله ولو بعد حين.
 

والله أعلم… ومن غزة نتعلم الكثير… ومن الحياة نتعلم الدروس والعبر…


Next Page »