أغسطس 2007


 

في فترة مضت وخلت…في أطهر زمان وأشرف مكان… ومع أشرف الخلق وأزكاهم وأعلاهم منزله… حدثت ملحمه عظيمة… ومهرجان حب وإخاء لم تعرف البشرية مثله… نقلت رعاة الغنم… إلى قادة وسادة لجميع الدول والأمم… وكانت البدايه يوم أن آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأسود والأبيض… السيد الحر والعبد المملوك… العربي والأعجمي… آخى بين حمـزة القرشى وسلمان الفارسى وبلال الحبشى وصهيب الرومى وأبى ذر الغفاري… ثم آخى محمد صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج، بعد خلاف وشقاق…ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار… وراح الأنصاري يرحب بأخيه المهاجر… ويقاسمه في بيته وفي ماله…
روح واحده في أجسام متفرقه…أنها الأخوة الصادقة الحقيقة… أنه صفاء الإيمان ونقاء السريرة… وصدق الله القائل (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)…

أن الحب في الله، والأخوة في الله ركيزة عظيمة من ركائز هذا الدين… فكيف تسير الحياة لو عاش كل منا كارهاً مبغضاُ لأخيه المسلم!!
إنها والله مصيبه وكيف لا تكون مصيبه والحب والبغض من الإيمان فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله (من أحبَّ لله، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)…

أرأيتم لو أن الإنسان غسل قلبه من الأحقاد… وطهره من الأرجاس… ونقاه من الحسد والغل… ثم استبدل هذا… بالحب… وحسن الظن… والإخلاص… ومحبة الخير لأخيه… والإثار… والتعاون…
كيف بالله ستكون الحياة!!

تعالوا لنقرأ هذا الحديث العظيم… ونمعن النظر فيه… ثم نفهمه ونتدبره… يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتى للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ)
سبحانك يالله… تعطي الكثير على العمل القليل… ياله من فضل… ويالها من كرامه… وأي شيء أعظم من أن يحبك الله!!

إنها دعوة لكي نعود لما كان عليه اسلافنا… ولا نكتفي بالفخر بتاريخ أمتنا… ونقول كنا وكنا… وواقعنا الآن على خلاف ما كانوا عليه…لننفض عنا غبار الجاهليه… ثم ننطلق كما أنطلق الرعيل الأول… القدوات مصابيح الدجى ومنارات الهدى… عليهم رضوان الله… وننهل رحيق المصطفى المختار… وننقاد ونطيع… لعلنا بركابهم نلحق… وبصحبتهم نضفر…

 


يذكر ان هناك ثلاجه كبيرة تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية… ويوم من الأيام دخل عامل إلى الثلاجة…وكانت عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة… دخل العامل لكي يجرد الصناديق التي بالداخل…فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب…

 

طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد … وكان في نهاية الدوام وفي آخر الأسبوع…حيث أن اليومين القادمين عطله … فعرف الرجل أنه سوف يهلك…لا أحد يسمع طرقه للباب!! جلس ينتظر مصيره…وبعد يومين فتح الموظفون الباب… وفعلاً وجدوا الرجل قد توفي…ووجدوا بجانبه ورقه…كتب فيها… ماكان يشعر به قبل وفاته…وجدوه قد كتب…(أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة…أحس بأطرافي بدأت تتجمد…أشعر بتنمل في أطرافي…أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك…أشعر أنني أموت من البرد…) وبدأت الكتابة تضعف شيء فشيء حتى أصبح الخط ضعيف…الى أن أنتقطع…

 

العجيب أن الثلاجه كانت مطفأه ولم تكن متصله بالكهرباء إطلاقاً !!

برأيكم من الذي قتل هذا الرجل؟؟

لم يكن سوى الوهم الذي كان يعيشه… كان يعتقد بما أنه في الثلاجة إذن الجو بارد جداً تحت الصفر…وأنه سوف يموت…واعتقاده هذا جعله يموت حقيقة…!!

لذلك أرجوكم لا تدعوا الأفكار السلببية والإعتقادات الخاطئه عن أنفسنا أن تتحكم في حياتنا… نجد كثير من الناس قد يحجم عن عمل ما من أجل أنه يعتقد عن نفسه أنه ضعيف وغير قادر وغير واثق من نفسه…وهو في الحقيقة قد يكون عكس ذلك تماماً…

 

لذا لنكون أكثر ثقة بأنفسنا وبقدراتنا … والأهم أن لا نجعل فرصة لمثل هذه الأفكار أن (تعشش) في داخل عقولنا….