عرف الناس في هذا الزمان أن أعظم استثمار هو الاستثمار البشري!

أي الاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته العقليه والجسديه وتلبيه إحتياجته الرئيسيه من أجل أن يعطي ويبدع. أن هذا الاستثمار هو الاسثمار الحقيقي الذي ينتج عنه نهضة في شتى مجالات الحياة. لو افترضنا أن مؤسسة ما لديها إمكانيات ضخمه وموارد عديده ومواد خام ونظام دقيق ومتقن، ولا يوجد فيها كفاءات بشريه محترفه فإنها بلا شك لن تنجح ولن تنتج ومصيرها الفشل الذريع.

ما دعاني إلى هذه المقدمه هو لفت الانتباه إلى ماهو أعظم من ذلك، إذ أن الإنسان يملك كل مقومات أو على الأقل أغلب مقومات النجاح والاستثمار الأمثل لذاته! ويكون ذلك باستغلال أوقاته وتحديد أهدافه والسعي الحثيث لإستثمارها في النافع الذي يوصله إلى أعلى الدرجات وتحقيق أسمى الغايات.

والاستثمار الأمثل والأعظم المقصود هنا كيف يعمر الإنسان وقته؟ وإذا كنا قد علمنا عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه أن أعمارنا بين الستين والسبعين سنه، وهذا هو الغالب وقد تزيد أو تنقص والعجيب في الأمر أن الله سبحانه وتعالى لم يخبر أحداً منا متى يحل أجله وفي أي يوم ينقضي عمره وعلى أي حال تقبض روحه! وهذا فيه معنى جميل ورفيع جداً وهو الحث على بذل الجهد والعمل الدؤوب المستمر الذي لا ينقطع ولا يتوقف بحال من الأحوال. والرائع في شريعتنا الغراء أن سبل الخير والعمل الصالح متنوعه مختلفه كثيرة جداً وهي بالجمله خفيفة على النفس سهلة العمل يسيره التنفيذ وفوق ذلك يجد العامل لذه وسعادة لا مثيل لها وراحة بال وتوفيق ورفعه في حال لا يعرفها إلا من وفق الله لها.

وعلى هذا ينبغي للفطن الكيس أن يلتفت لما هو أسمى دائماً ويبحث عن الفاضل دون المفضول وعن الأكثر نفعاً والأعظم أجرا. وأن يعمر وقته فيما يرفع درجته ويعلي منزلته في الدنيا والآخرة.

وأن يحذر من التمادي في البقاء في دائرة المباح، ولا شك أن المباحات لا أثم فيها ولكن ينبغي التنبه أنها محفوفه بالمحرمات من جهه وبالمستحبات والواجبات من جهة أخرى. وبدون أدنى شك إن كل واحد من البشر يخطئ ويصيب وقد يقع في المعصية والذنب. ولكن معصية دون معصية وذنب دون ذنب في الإثم والعقاب. وكذلك هي الحسنات والأعمال الصالحة فيها تفاوت في الأجر والثواب. هناك بون شاسع بين من يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب وبين من يدخل النار ويخرج منها بعد حين! وفرق كبير بين من يكون في أعلى الجنة تحت عرش الرحمن وبين من يكون في المنازل الدنيا منها.

هي النفس إذا روضتها على معالي الأمور ودربتها على محاسن الأخلاق وعلمتها كيف ترتقي دائماً وتتطلع إلى ما عند الله من نعيم مقيم ومنزل عظيم ، فإنها عندئذ تكون نفس مطمئنه تواقه مؤمنه إلى ربها مشتاقه. فيحسن بذلك العبد العمل فيجد ويجتهد ويكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وقبل أن تغلق الصفحة أقول لي ولك ما قاله الله جل وعلا:

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ”


لم أكن أعلم أن تلك القبله التي طبعتها على يدي وتلك الدمعه التي سالت على خدك هي آخر لحظه آراك فيها. أقبلت إليك أكتم عبرتي : في أمان الله يمه تامرين شي، في أمان الله، دعواتك…. وقبل على الرأس وأخر على اليد فما كان منك إلا أن بادلتني
المشاعر ولكن عاطفتك الجياشه أبت إلا أن تظهر…
رحمك الله يا أمي منيره رحمك الله…. فراغ لا يملأها سواك…. ظلام لا ينيره إلاك…. كم تمنيت أن آراك ثانيه رحمك الله رحمك الله …. لا أعتراض على قضاء الله…له الحمد وهو الرحمن الرحيم….

أجدني والله خجل، أنا هنا وأهلي هناك يدفنونك بأيدهم ويودعونك الوداع الأخير….. ليتني معهم ليتني معهم …. لا أملك سوى الدعوات….اسأل الله لك أعالي الجنان….

وستبقى ذكراك خالده…. سأمر يوماً على مجلسك في صالة البيت…. سأذكر أحاديثك وتفقدك لأبناءك وأحفادك …. سأمر بغرفتك العامرة….عامرة بذكر الله…. بالصلاة …. بتلاوة القرآن…..

والله لن يبكي عليك أبنائك فقط…. سيبكي عليك مصلاك…. ستفقدك تلك المرأه التي تأتي تزورك كل عام قبل العيد لتهديها ما يسره الله تكسي به أبنائها…. سيبكي عليك الأطفال …. سنفقد بسمتك، وهيبتك، سنفقد بركة البيت…..

اسأل الله أن يرزقك يا أبوي الصبر والسلوان
اسأل الله أن يزرقكم يا أعمامي الصبر والسلوان
اسأل الله أن يرزقكم يا أحفادها وكل قرابتها الصبر والسلوان

أعلم أن موت الفجئه مفجع، لكن الصبر عند الساعه الأولى.

إنا لله وإنا إليه راجعون….إنا لله وإنا إليه راجعون….


 

سؤال تبادر إلى ذهني في الوقت الذي نرى فيه كثير من شباب الأمة يجري خلف شهوات زائلة وآمال خداعة…. ذاك أتخذ له خليله وهذا يبحث عن رفيقه وآخر يتفاخر بعدد الصاحبات وغيره يجوب الطرقات يرمي النظرات تلو النظرات دون الخوف من عالم الخفيات الله رب العزة والجلال….!

تأملت كثيراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلكم السبعة الذين بأعمالهم بهممهم بطموحاتهم بسمو نفوسهم نالوا أعلى وأسمى الدرجات ففازوا بظل من ؟ ظل من لا ظل إلا ظله، الله مالك الملك سبحانه….

حينما عظم الله في نفسه وخشاه حق ما يخشاه وحقق معنى التقوى في ذاته وراقب الله…. عندها علم أن ما عند الله أعظم وأبقى وأدوم وأجمل وأروع…. مضى يردد من يتق الله يجعل له مخرجا… من ترك شيء لله عوضه الله خيراً منه…

هو ذاك الذي رأى زخرف الدنيا وبهجتها…. لم يسلك سبل الغواية ويبحث عن مهاوي الردى…. لم يشتهي الحرام، بل الحرام أتى إليه!!! دعته ذات المنصب والجمال فقال  إني أخاف الله… يا الله ما أتقاه وما أخشاه … استحق بجداره ظل الرحمن لأنه عرف من هو الرحمن خاف عقابه ورجا ثوابه وتاقت نفسه إلى ما عنده… إني أخاف الله!

أين من يركض خلف الساقطات؟؟ أين من يبحث عن خليلة تآنسه تسعده وما درى المسكين أنها التعاسة بذاتها بل هي الرذيلة والسقطة والزلة والعار والخسار في الدنيا وفي دار القرار….

أمسكي أنت؟ ومن هو هذا المسكي؟ أنه فتى أودعه الله جمال ووسامه ما شاء الله له… كان يجوب الطرقات يبيع بعض المتاع…. ولحسن مظهره وجمال مخبره…. فتنت به امرأة فهامت به حبا وكادت له المكيدة…. ونادته أن تعال لتشتري منه ما يبيع…. فأقبل بحسن نية … فغلقت الأبواب وأرادته لنفسها… امتنع وامتنع وخوفها بالله مراراً …. فما استجابت ولا إلى ربها أنابت…. رأى منها هذا الإصرار…. فكان منه القرار أن لا فرار إلا بدخول دار الخلاء…. طارت بذلك فرحاً ظنت المسكينة أنه لها يستعد ويتنظف…. أخذ يفكر كيف الخلاص والفكاك من هذا البلاء والامتحان…. وكان القرار الشجاع أن لطخ نفسه الطاهرة بالقاذورات وخرج إليها…. فنهرته وطردته وأبعدته….خرج يركض وأنظار الناس تتجه نحوه…. لم يلتفت كان قلبه يكاد أن يخرج من مكانه فرحاً أن نجاه الله من حبالها والسقوط في الرذيلة والعار…. دخل داره أزال النجاسة وتطهر…. فما تركه الله بل أكرمه في الدنيا قبل الآخرة…. أبدله الله برائحة المسك حتى عرف بها…. ولازمته هذه الرائحة حتى توفاه الله…. فما زالت به حتى بعد موته…. بل وكتب على قبره (المسكي) ….

يا الله ما أعظمك وأكرمك….وما أروع هذا المسكي…. لم يخدعه شيطانه وينساق خلف تلك الفتاة…. بل عرف الله فعرفه …. فكان له جزاء الدنيا…. والله عنده في الآخرة الجزاء الأوفى….

يا من بالدنيا أغتر …. وعن طاعت ربه فتر …. ودعته نفسه وشيطانه وهواه إلى عصيان ربه فما تاب ولا إلى ربه آب وعاد…. أما آن الأوان أن تتوب وإلى ربك تقبل وتعود….  إنها والله أيام بل ربما لحظات…. فيقال فلان مات! عندها والله لا تنفع الويلات ولا التوسلات…. أدرك نفسك ما دمت الآن قادر….

كن أنت مسكي الزمان…. اعرض عن داعي الشيطان…. واسمو بنفسك عن الرذائل  وخدع الشيطان…. احفظ الله يحفظك…. اتق الله ينجيك…. كن لله كما يريد يعطيك أكثر مما تريد ويزيد….  وتذكر دائماً أنك تتعامل مع الله في كل شؤونك…. فمن راقب الله فاز والله فاز….

 
من أنت؟ والحديث هنا لك أنت… يا من تقرأ أسطري… من أنت؟ لا أقصد بها أسمك ونسبك ولا جنسك وعمرك…
من أنت؟ والسؤال هنا والإجابة لك وحدك!

أنت مخلوق عظيم، أختارك الباري جل جلاله… وكرمك دون سائر خلقه… وخصك بمزايا وخصائص… فريدة عزيزة مميزة لك وحدك. أنزل لك كتاب عظيم وخصك بتشريع بديع دقيق وثيق، أكرمك بالإسلام ورفع مكانتك وعز وجاهتك؛ لم يجعلك تعبد حجراً ! ولم يجعلك تتبع بقرة! أو تشرك مع الله أحدا ! _تعالى الله وتقدس_، خاطبك الله في كتابة؛ وأخبر عن مكانتك الحقيقة، بأنه استخلفك في الأرض وكرمك وحملك الأمانة وسخر لك مخلوقاته… فأي تكريم وأي مكانة تلك؟ وأي شرف وعزة تكون؟

وكان كذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل من أجلنا… كم قاسى وكم بذل من أجل أن يوصل لنا هذا الدين العظيم! وهو كذلك أشار إلى مكاننا عنده في أحاديث عدة، ويكفينا والله أنه قال عنا يوماً ما أننا إخوانه!

وما كان هذا التقديم إلا لأبين شيء من مكانة الإنسان العظيمة… التي جهلها كثير من الناس اليوم. فراح الواحد منا يتيه في هذه الدنيا الفانية… ويتخبط في دهاليز الحياة، يبخس حق نفسه ويهين نفسه التي كرمها الله ورفع شأنها. يظن أنه أقل من هذا… أنه محبط… أنه لا يقدر على شيء… دائم التحسر والندم… نفسه ضعيفة روحه هزيلة همته عليلة… تتخطفه الهموم وتسيطر عليه الأحزان… يظن أن الناس كلهم ضده!… ويعتقد أن حظه الأسوأ … باختصار هو لا يقدر ذاته! فلا تكن أنت ذاك…. وقدر ذاتك!

تأمل في ذاتك وأبحث عن مكنون خصالك… في داخلك الجمال… في داخلك روح رائعة… تفكر ملياً في مميزاتك أكتبها أقرأها… تعايش مع أحاسيسها… ستجد أنك تملك الكثير من السجايا العظام… تذكر وتأمل كم تملك من أفعال وأقوال وصفات وخصال ذات قيمة ومعان! لماذا لا تستحث همتك لإخراجها؟ ماذا تنتظر؟

أبتسم… تحدث بحلو الكلام… تخلق بالخلق الحسن… مد يدك لمن يحتاجها… طهر قلبك من الحسد والغل والنفاق… قلبك أبيض طاهر… جدد مكامن الإيمان في داخلك… عد إلى خالقك … أقبل إليه بذاتك وروحك ونفسك… ألتمس العفو… وأطلب العون… كن كما أنت في جمال روحك… ونقاء ذاتك….

لا تقارن نفسك بغيرك…فقد أودع الله فيك ما يجعلك تكون الأفضل في مجالك! إذا عالجت نفسك وتعرفت على روعة ما عندك من صفات ومميزات… ستبدع وتنتج وتعرف من أنت… فلم الانتظار؟

أبتعد عن المخذلين والمتاخذلين… أصحاب النفوس المريضة… وكن مع أولائك الرائعين… المنتجين الإيجابيين… الذين يبثون في النفس الأمل… أبحث عنهم حولك ستجدهم حتماً…

أكتب أهدافك وأقرأها… راجعها طورها… أرتق بذاتك … نمي مهاراتك… أتقن فنك… كن العلم البارز … فأنت تستحق ذلك… والجميع ينتظر أفعالك…

ستمر بك المعضلات العظام… والصعوبات الجسام… فإياك والانهزام… والركون مع الأقزام… وهل هناك نجاح بلا تحدي وإقدام؟ لا تتخاذل ولا تتراجع ما دمت صاحب مبدأ ورسالة… وغاية ومراد… فهذا الميدان وأنت البطل الهمام…

لا تلتفت للصغائر… ولا تثنيك التفاهات… فهمتك أكبر وغايتك أسمى…وأعلم أن الكبار لا يعيقهم شيء ما داموا أصحاب عزيمة وإصرار… وأنت كذلك ولا مجال هنا للحوار!…

إياك وأن يعبث أحد بمشاعرك وأحاسيسك… أنت الذي تسيطر على ذاتك… لا تسمح للكلمات الجارحة أو اللمزات الخائنة أو القيل والقال أن يكون لها في داخلك مجال… أجعل هذا محال… تحكم بمشاعرك… وجهها نحو الأفضل والأسمى… لتساعدك لتحقيق مرادك… فإنها دافع وأي دافع!…

وقتك هو أنت!… فما الإنسان إلا مجموعة من الأوقات… املأ وقتك بالنافع المفيد… الموصل لتحقيق ما تريد… وإياك بتبديد الوقت في ما لا يفيد… ويبعدك عن مولاك رب الخلق والعبيد…

فكر بما ينفع نفسك ويرقيها في ميادين الحياة… لتقدم لمجتمعك وأهلك وبلدك النماء والعطاء… ابحث عن ما يستحق أن تفعله وأحبه…  ولا تعمل إلا ما حبب إلى قلبك… أخلص النية… وشد العزم… وأترك لك أثر تعرف به… فالأمة تحتاج لأمثالك…

لا تلتفت لإخفاقات الماضي… وزلات القدم… والغفلة والهفوة… اجعلها دروس… هي تقويك ولا تضعفك…تعلم منها الخطأ… وكرر المحاولة بالطريقة الصحيحة… الأبواب مفتوحة والطرق كثيرة… ما الحياة إلا مدرسة… خذ الخلاصة من التجربة… لاشك أنك ستملك خبرة!

راقب نفسك … أين كنت؟ وأين أنت الآن؟ وأين تتجه؟… أجعل لك محطات ومنعطفات في حياتك… قيم نفسك… هل هي على ما تريد؟ أصلح الخلل…قوم النفس… جدد العزيمة… بث في نفسك الأمل… كن كما تريد أن تكون…

جرب عمل جديد… من قال أنك لا تستطيع؟ أزل عن نفسك حاجز العجز والضعف… فلديك المزيد… وكن فعال لما تريد… فلا شيء يعيق صاحب الفكر العميق…

كافئ نفسك عند تحقيق إنجازك… قدر ذاتك… أحببها… أكرمها… أنزلها منزلتها التي بك تليق… قيمتك عالية… منزلتك رفيعة… قدرتك عجيبة… همتك تناطح السحاب… مرامك بعيد…عزمك أكيد… خلقك رفيع…

 

كان هذا هو أنت! فهل عرفت من أنت؟؟

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله  الأمين عليه وعلى آله وصحبه أتم صلاة وأشرف تسليم وبعد… يعلم الكثير ما حل بإخواننا في غزة من ظلم وجور وعدوان من اليهود عليهم من الله ما يستحقون، ولعل أكثر الناس تابع القنوات الفضائية وكتاب الصحف والمجلات… والكثير تكلم وكتب من علماء وقاده وساسه وغيرهم… ولست أحد من هؤلاء لكني أحد أبناء الإسلام الذين ساءهم ما يحدث لإخواننا هناك… وفي الحقيقة ما أكتبه الآن لم أحضر له ولا أعتبره مقال في هذه القضية… ولكن أحد الأخوة طلب مني أن أكتب له رسالة جوال تتعلق بالقضية… فلم يدر بخلدي إلا أن أكتب شيء من الدروس التي يجب تعلمها من هذه الواقعة… وإلا فحق غزة أرض العزة والكرامة وحق القدس والمسجد الأقصى جليل لا يسعني أن أكتب فيه شيء الآن والله المستعان….
هذه بعض الدروس كتبتها على شكل نقاط سريعة لكي يسهل تذكرها.. وفي الحقيقة يحتاج كل درس منها إلى وقفات وتأملات…لكن هذا ما جادت به النفس المقصرة في هذه العجالة:

- أن الإنسان لا يدري متى حتفه وأين تكون منيته، لنعمل الآن فقد لا نعيش غدا
- أن الأيام دول فقد تنعم الآن وتأسى غداً… فلا تكترث كلها بتقدير الله عز وجل.
- الجسد الواحد يتمثل في مثل هذه المواقف، أهلنا في غزة لهم حق النصرة بأشكالها الممكنة المتنوعة.
- ثبات أخواننا هناك يعلمنا كيف يكون الإنسان ثابت على مبادئه وقيمة وأهدافه وأخلاقه.
- الصبر يحتاج إلى مكابدة ومجاهدة، فلا جزع عند المصائب ولا نيل المطالب إلا بالصبر والتصبر.
- مهما أصيب الإنسان من ابتلاءات… فهناك من هو أشقى منه وأسوء منه حال فليحمد الله ويدعوا لإخوانه.
- بذل الروح والنفس في سبيل الله ونصرة الدين بالطرق الممكنة التي تتعايش مع ظروف الحياة والحالة التي تمر بالإنسان والمجتمع في حينها.
- قد يخذلك من تظن أنه معك، فلا تركن إلى ما عند الناس ولا تأمل فيما بين أيديهم… لأن ما عند الله لا ينفد وهو الذي يعطي ويمنع.
- الإيمان بالله لا تظهر سماته أحياناً إلا في المحن… والثبات عزيز لا يقدر عليه أي أحد… لذلك وطن قلبك واجعله يتشرب الإيمان في أعماقه فهذا هو ذخرك وسندك في كل حين.
- ليس الضعف الحقيقي أن لا تمتلك القوى والمعدات والآليات، لكن الضعف الحقيقي يكون في ذات الإنسان من عدم القدرة على قول الحق وفعل الحق والثبات عليه.
- صور الأشلاء والدماء تعلمنا نعمة الأمن والاستقرار… يحتاج منا هذا أن نحمد الله بالقول والعمل وأن لا ينسينا هذا حق أخواننا علينا من الدعاء والإغاثة.
- الحق مهما جار عليه الظلم والظلمة، فأنه سيظهر بإذن الله ولو بعد حين.
 

والله أعلم… ومن غزة نتعلم الكثير… ومن الحياة نتعلم الدروس والعبر…


عجيب أمر هذه الحياة، لا تصفو لأحد ولو كانت هادئة ساكنه مريحة لكانت لخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. هي كذلك في ظاهرها مليئة هذه الحياة بالمتغيرات والأحداث والفواجع أو المواجع وربما المسرات والأفراح. ومن خالط الناس وخاض غمار الحياة وجرب شيء من تعرجات الحياة يعرف قيمة كلامي هذا. ومع هذا لست هنا لأجرد واقع ربما يكون معروف عند البعض وإنما لأبث في النفوس تلك الروح التي كان يحملها محمد صلى الله عليه وسلم الرجل الأول في هذه الحياة وما بعدها. وأنى لي أن يصف تلك الهمة والروح السامية العالية الشاهقة التي لا يضاهيها ولا يوازيها شيء ولا حتى يقيسها شيء من مقاييس البشر. لأنه ذو الخلق العظيم والهداية العالية والسمات الكاملة عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.

تأملت قبل لحظات كيف صبر يوم أن كسرت ثناياه وشج رأسه، وعندما آذاه أهل الطائف وقبل ذلك قرابته في مكة. ياله من خلق رفيع وصبر كبير….

ثم بعد سنين مكنه الله في الأرض وجعل له الغلبة والعزة والنصرة والتمكين والعلو والسمو والسمعة والرفعة التي يستحقها…. وفي هذه الرحلة العظيمة دروس جسيمه سطرها علمائنا في كتب التاريخ والسير. وليس هنا المقام لذكرها ولكن الذي دعاني لكتابة ما تقدم هي الالتفاتة إلى همته صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى من أجل أهدافه العالية التي جعلتنا اليوم بعد فضل الله ننعم بهذا الدين العظيم.

ونحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نلتمس أثره ونسير على منهاجه مهما كانت الأهوال ومهما عاندنا الهوى والشيطان أو عارضات الزمان أو الحساد والحقاد والأنذال وأصحاب النفوس الدنيئة المريضة التي ترى بمنظار صغير للأمور وتبحث عن مصالحها في سبيل مصالح غيرها. حتى وأن حدث ما يعكر المسير ويعيق الطريق ويقطع حبال الرجاء، فهناك أمل بالله ورجاء وصبر وجلد وهمة لا تعرف الدون وطموح جموح وأهداف لا بد وأن نصل إليها مادمنا على الحق وللحق سائرون.

وعلى هذا لا ينبغي أن تعيقنا كلمات المثبطين وأهواء العابثين وأماني الكسالى… ولنشمر عن ساعد الجد ونبذل في سبيل تحقيق أحلامنا طموحاتنا أهدافنا ولننهض بأنفسنا وبالأمة.

(يجب علينا ألا نؤمن فقط بأن على الأمور أن تتغير بل نؤمن بأن علينا نحن أن نغيرها) أنتوني روبنز

نعم لو تأمل الواحد منا قليلاً لوجد أنه مؤمن بالتغيير بل يتمنى أن يتغير وأن يغير وكم منى نفسه أن يكون ذا شأن وصاحب مكانه رفيعة، ولكنه في واقع الحال يجد نفسه أنه لا يتقدم بل ربما يتأخر!!

والحياة كما تعلم أخي ليست سهله يسيره، لا بد من المكابدة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) والمجاهدة ولا بد من المرور بأزمات وامتحانات وابتلاءات وهذا شيء متوقع. ولكن يجب أن تكون قادر على تجاوز كل الضروف وحل كل المشاكل بل والاستفادة من التجارب، وكما قيل الحياة مدرسة والحياة تجارب. ولكل مشكلة ومعضلة جوانب أخرى مشرقه وآفاق واسعة جداً من المعرفة والمعلومات الجديدة والأفكار. أستفد من كل موقف يمر بك، أستخلص منه الفائدة وجانب الإيجاب فيه. وكن فطن دون ما يحتاج تدوينه، ومع مرور فترة من الزمن ستجد أنك تمتلك مخزون كبير من الخبرة والتجربة في الحياة إضافة إلى معلومات ومعارف مكتسبة بذلك تكون شخصيتك أكثر نضج وأكثر اتزان.

وإياك يا أخي أن تكون محبط متخاذل ضعيفاً، ولا تكن باللوام؛ تلقي اللوم على هذا وذاك. تارة على الحكام وتارة على العلماء والمشايخ وتارة على المسؤولين وتارة على الغرب ومرة أخرى على المجتمع، بل كنت أنت المبادر صاحب العزيمة وأترك لك أثر تذكر وتعرف به، وكن أنت أحد معاول البناء وصاحب اليد البيضاء. وتوكل على الله واستعن به ولا تعجز، وقم بالدور الذي عليك. وكم من رجل بأمه، فكن أنت هذا الرجل.

كل يوم تقدم خطوة إلى الأمام لتصل إلى أهدافك التي رسمتها لنفسك، وإن كنت لم تحدد أهداف لك بعد أبدأ الآن ولا تنتظر. ربما تحتاج وقت أو تحتاج مساعدة لا تتردد في طلبها فوراً ممن تراه يستطيع مساعدتك فعلاً؛ والناس في الاستشارة خمسة أصناف: الأول المحبط المخذل صاحب النظرة السوداء؛ إذا قابلت هذا الصنف أبتعد عنه فوراً، والثاني الذي لا علم عنده وليس لديه استعداد أن يقدم لك شيء؛ وهذا أيضاً أتركه ولا تخاف فلا يأتي منه ضرر، والثالث الذي يقول لك هذا جيد هذا حسن دون أن يقدم أكثر من هذه الكلمات؛ هذا الصنف تحتاجه حينما تكون قد اتخذت القرار، والرابع الذي يفرح لك يدعوا لك ويهيل عليك كلمات التأثير والإيجابي؛ هذا تحتاجه عند الحاجة إلى التشجيع والاستمرار، والخامس والأخير من الصنف النادر هو ذلك الشخص الذي يفرح باقتراحك ويشجعك ولكنه يعطيك أفكار جديدة ويطور فكرتك ويمنحك فرص أكبر للتفكير والابتكار؛ ابحث عن هذا الصنف ستجده حتماً.

وختاماً: أقول لك كما قال الرفاعي: (إن المصباح ليس له أن يقول إن الطريق مظلم لكنه يقول: ها أنذا مضيء).


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بين يديكم مواقع دعوية مختلفة…اسأل الله ينفع بها وإن يجعلكم سبب في إسلام خلق كثير…

 

 

مفتاح لفهم الإسلام باللغة الانجليزية:

 

http://www.thekeytoislam.com/

 

موقع للداعية المنظار زاكر نايك الهندي باللغة الانجليزية:

 

http://www.irf.net/irf/main.htm

 

تحميل القرآن الكريم بعدة لغات:

 

http://www.islamway.com/SF/quran/

 

دين الإسلام باللغة الانجليزية:
http://www.islamreligion.com/

 

قصص أعلام الأمة باللغة الانجليزية:

 

http://www.ummah.net/islam/taqwapalace/stories/

 

سلسة محاضرات بعنوان الإبداع في دعوة غير المسلمين باللغة العربية:

 

http://www.ummah.net/islam/taqwapalace/stories/

 

 

خدمة الحوار المباشر للدخول في الإسلام باللغة الانجليزية:

 

http://www.islamhouse.com/p/57815

 

دليل مواقع إسلاميه بعدة لغات:

 

http://www.tttt4.com/news.php?action=view&id=1646&024df48731bb0ff5249e8a732f1fb27f

 

دليل آخر لمواقع دعوية:

 

http://www.islamicfinder.org/index.php?sid=&t=sub_pages&cat=131&lang=arabic

 

موقع دعوي بعدة لغات:

 

http://www.islamhouse.com/

 

القرآن الكريم بعدة لغات:

 

http://www.islamhouse.com/p/8722

 

موقع الإسلام غداً باللغة الانجليزية:

 

http://www.islamtomorrow.com/

 

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة لغات:

 

http://www.islamway.com/mohammad/

 

 

موقع دعوي باللغة الصينية:

 

http://www.islam-guide.com/cs/

 

 

مجموعة من الكتب والمقالات باللغة الصينية

 

http://www.islamhouse.com/pg/9208/all/1

 

 

تفسير القرآن الكريم بثلاث لغات (عربي-انجليزي-صيني)

 

http://www.tafsir.cn/

 

 

موقع نور الإسلام دعوي باللغة الصينية

 

http://www.norislam.com/

 

 

ساهم في نشرها… لا تدري قد تكون سبب في إسلام شخص ما وأنت لا تدري…
 


 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).

أرجوك إذا كنت تعي معنى هذا الحديث تمام الوعي، لا تكمل قرأه المقال لأنه لا أبلغ ولا أعمق ولا أدق ولا أصلح من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يغني عن قول سواه من البشر.

أما إن أحببت أن تقرأ كلامي فأقبل لأحرفي قلبك، إني مرسلاً كلاماً من القلب آملاً أن يصل إلى القلب. اللهم أرزقني صدق النية والقول.

أخي الغالي يعتقد كثيراً من الناس أن أهم شيء هو صلاح القلب وحتى لو ظهر من سلوك خلاف ذلك، المهم أن يكون الإيمان في القلب راسخا. وكما يفعل الكثير؛ يشير إلى صدره ويقول: “المهم الذي هنا!”. وأقول أن هذا الكلام صحيح من جهة وهذا مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الآنف، ولكن فهم بعض الناس يكون قاصر ويعتقد أن صلاح القلب يكفي بأن يشعر بانتسابه إلى الدين وبالتوحيد فقط. وهذا الفهم يفتقر إلى الجانب الآخر وهو صلاح سائر الجسد.

فإذا صلح القلب وذلك بسلامته من الغل والحسد والطمع والجشع وحب الذات والحقد والغيرة الزائدة والغش والخيانة والنظر إلى ما في أيدي الناس والأنانية والخبث وغيرها من أمراض القلوب من نميمة وغيبه وغفلة وبعد القلب عن الخشوع والتأثر بآيات الله. وكان القلب ملئ بالأيمان وخشية الرحمن بالسر والعلن وكان تقي نقي سليم النية وحسن الظن وكان طيب محب طاهر أبيض.

فإن هذا ينعكس على الظاهر ولا شك، ولا أدل على ذلك إلا أنك ترى أحياناً أناس وجوههم مشعه بنور الإيمان الذي في قلوبهم، وتعرفهم بتعاملهم وحسن خلقهم وطيب معشرهم ونقاء سرائرهم. هم كالأزهار في بهائهم وكالأقمار في نقائهم وكالبحار في سعة صدورهم. على عكس صاحب القلب الميت فإنك ترى في وجهه ظلمه وكآبه موحشة، وفي سلوكهم غلظه وجفاء وربما ظلم وجور، وسخف وقلة حياء.

سبحان الله؛ شتان بين الصنفين وفرق كبير بين النقيضين، ومع أننا نتعايش مع بعضنا وربما أصاب أحدنا شيء من أحد الجانبين، لكن الله سبحانه منّ علينا بعقل ندرك به، وضمير نشعر به. لذلك هذه دعوه لكي نرتقي بذواتنا من الدون إلى العلا وأن نكون كما يحب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولنختار لأنفسنا أسمى الصفات ولنزكي قلوبنا ونطهرها ونعالجها، لكي تكون حياتنا أكثر سعادة وأنس بالله.

والآن لنقول جميعنا: “المهم الذي هنا” ولكن بالفهم الصحيح الذي ينعكس على واقع سلوكنا.

 

عشر قواعد للحصول على التفوق الدراسي:
1-إخلاص العمل لله واستحضار النية الصادقة في الدراسة وأنك بهذا تنفع نفسك وتنفع مجتمعك ووطنك وتكون شخص له دوره في المجتمع.

2- العمل بالأسباب وبذل الجهد والإخلاص قدر الاستطاعة.

3- محاوله محبه الدراسة وعدم التعصب أو التذمر حتى وان كنت لا تحب المادة حاول أن تتفهمها وتحببها إلى قلبك.

4- كن متفائل وردد عبارات إيجابيه مثل (أنا إنسان ناجح, هذه المادة سهله, استطيع أن احصل على ممتاز في كل المواد).

5- بعد العمل بالأسباب توكل على الله حق التوكل واعلم أن أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

6- ارض بما قسمه الله لك, واعلم أنك بذلت السبب واجتهدت لذلك كن سعيداً وراضياً بما قسمه الله لك من درجات وغيرها.

7- استمتع بالدراسة في المدرسة أو في البيت وعش الواقع, ولا تنغلق أو (يضيق صدرك) لعدم الفهم أو لصعوبة المادة,,وتأكد إن لكل مشكله حل…فقط فكر بالحل ولا تفكر بالمشكلة.

8- اكسب من حولك (طلاب, مدرسين,غيرهم) وحاول أن تكون صداقات بأخلاقك بحبك لهم بصدقك…لا بالمصالح من اجل درجات ونحوها.

9- الدعاء واللجوء إلى الله على الدوام في حال السراء والضراء في وقت الرخاء والشدة, استعن به واستنجد به واستمد قواك بقوة صلتك به واطلبه واسأله في كل وقت وكل حين وعليك بمواطن إجابة الدعاء.

10-التزم بأوامر الله وابتعد عن ما نهى عنه وحافظ على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين، لأن الذي شرع الدين هو الذي بيده النجاح فكيف لا نتقرب إليه؟

 


« الصفحة السابقةالصفحة التالية »