عنوان غريب أليس كذلك؟
إذاً استمر في قراءة المقال حتى تعرف مرادي منه…

حصل على شهادة البكالوريوس في الكلام القاسي…
ثم نال درجة الماجستير في تحطيم المعنويات…
وختم رحلته العلمية بدرجة الدكتوراه مع مرتبه الشرف الأولى وكان عنوان الرسالة (احتراف جرح المشاعر)

ربما يعتقد البعض أنني (أهرج) في كلامي السابق!
صحيح ليس ثمة جهة تعطي هذه الشهادات لكن هناك أُناس حصلوا على مثل هذه المستويات وأعلى من ذلك!

لا تعجبون، هذا أمر واقع تأمل حولك وانظر كم عدد المثبطين والمحبطين!
وكم عدد الذين يتلذذون برشق مئات الكلمات التي تحط من العزائم وقد تصل إلى مستويات أعلى تصل إلى حد الأزمات و الأمراض النفسية بسبب كلمات!

قد يقول قائل هم هكذا طبائعهم، هكذا أخلاقهم!

يرد على هذا القول من جهتين، الأولى ما يتعلق بهذه العينة من البشر والثاني ما يتعلق بنا نحن.

من ناحية الجهة الأولى أقول لو أن رجل هزيل الجسم ضعيف البدن وأراد أن يتقوى، سوف يذهب إلى نادي رياضي ويتدرب، إذا نظرنا إليه أول أسبوع وجدناه لا يزال ضعيف ثم ثاني أسبوع والثالث….
لكن بعد أن نراه بعد أربعة أشهر أو بعد ستة أشهر أكيد سنلاحظ الفرق في بنيته وصحته وقوة جسمه…

هذا المثال ينطبق تماماً على (الجماعة إياهم) يستطيع أن يدرب نفسه على التلطف واختيار أجمل الألفاظ والأدب واحترام الآخرين ومع الوقت سنجده تحسن كثيراً، ولن يكون هذا بين يوم وليله بل يحتاج إلى صبر ومجاهده للنفس حتى يحسن من وضعه، وليس عيباً أن نخطئ لكن المصيبة أن نستمر في الخطأ دون تصحيح أو حتى محاولة التصحيح…

وأما من الجهة الثانية المتعلقة بنا نحن، فهذا قدر الله علينا أن نصبر ونتحمل ونعلم أنهم هكذا هذه طريقتهم وهذه حياتهم وكل ما علينا هو أن نقبلهم كما هم ونصبر على أذاهم لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ومن كانت له حيله فليحتل، ومن يستطيع أن يغير فيهم أو أن يساعدهم على ذلك فهذا عمل عظيم يؤجر عليه بإذن الله أن أخلص النية.
اللغة واحده…وشكل الحروف واحد… والكلمات عربيه…وتركيب الجمل هو هو…ومخارج الحروف ثابتة….
ومع ذلك نجد الفرق الشاسع في الاستخدام، شتان شتان بين حلو الكلام ومره وبين طيب الكلمة وسؤها وبين علو اللفظ وسقطه وبين حسن الظن وضده…
ما أجمل الكلمة الطيبة!
والنفس الخفيفة اللطيفة…
والابتسامة الحانية…
وحسن الأدب…
ودماثة الخلق…

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(…..والكلمة الطيبة صدقة….) رواه البخاري ومسلم


 

نصف الحقيقة هو أن نعرف كيف نجدها

التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة

إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار

الشخص الناجح هو الذي يستطيع أن يبني أساس قوي وثابت من الحجارة التي يلقيها الآخرون عليه

إياك أن تركن إلى نجاح حققته، ابحث دائماً عن النجاح الذي لم تصل إليه

يوجد دائماً من هو أشقى منك , فابتسم

يجب أن تثق بنفسك.. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك !!؟؟

إن أرفع درجات الحكمة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينه وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية .

 


 

قال الله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)سورة القصص آية (77)

تأملت في هذه الآية قليلاً ثم فتحت تفسير ابن كثير فوجدته يقول في تفسيرها:

(وَقَوْله : ” وَابْتَغِ فِيمَا آتَاك اللَّه الدَّار الْآخِرَة وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا ” أَيْ اِسْتَعْمِلْ مَا وَهَبَك اللَّه مِنْ هَذَا الْمَال الْجَزِيل وَالنِّعْمَة الطَّائِلَة فِي طَاعَة رَبّك وَالتَّقَرُّب إِلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْقُرُبَات الَّتِي يَحْصُل لَك بِهَا الثَّوَاب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ” وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا” أَيْ مِمَّا أَبَاحَ اللَّه فِيهَا مِنْ الْمَآكِل وَالْمَشَارِب وَالْمَلَابِس وَالْمَسَاكِن وَالْمَنَاكِح فَإِنَّ لِرَبِّك عَلَيْك حَقًّا وَلِنَفْسِك عَلَيْك حَقًّا وَلِأَهْلِك عَلَيْك حَقًّا وَلِزَوْرِك عَلَيْك حَقًّا فَآتِ كُلّ ذِي حَقّ حَقّه ” وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّه إِلَيْك” أَيْ أَحْسِنْ إِلَى خَلْقه كَمَا أَحْسَنَ هُوَ إِلَيْك ” وَلَا تَبْغِ الْفَسَاد فِي الْأَرْض ” أَيْ لَا تَكُنْ هِمَّتك بِمَا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تُفْسِد بِهِ فِي الْأَرْض وَتُسِيء إِلَى خَلْق اللَّه ” إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ “)

ثم تأملت في حالنا فوجدت عجباً!!
يبدو أننا تجاوزنا أول الآية واقتبسنا “ولا تنس نصيبك من الدنيا” حتى صرنا لا نذكر إلا نصيبنا من الدنيا لدرجة أن منا من تجاوز حد المباح.
لذلك لا نعجب أن نجد في مجتمعنا الكثير من الأمراض النفسية والمصائب والنكبات لأننا تذكرنا جيداً نصيبنا من الدنيا وزيادة ونسينا “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة”
ووظفنا المال والمواهب والقدرات والمناصب والأجساد وكل شي لصالح الدنيا، والله المستعان…
لذلك أدعو نفسي وإخواني أن نعيد حساباتنا ولا تكون الدنيا أكبر همنا…
ونجتهد ونتقرب إلى الله بأعمالنا حتى يرضى الله عنا وتصلح كافة شؤوننا…
و والله السعادة والراحة لا تكون إلا بالقرب من الله واللجوء إليه في كل أحوالنا في سائر أوقاتنا…
فالله الله في علاقتنا بالله.

 


لعبه ممتعه وجدتها في أحد المنتديات وأحببت أن نتشارك في الفائدة…

كل ما عليك هو أن تجمع القطع لتكون الشكل الصحيح…

أحسب الوقت وأخبرنا كم أستغرق منك تجميع القطع (خلونا نشوف من اللي يخلصها بسرعة)…

وأن أحببت أن تذكر لنا بعض الفوائد التي استفدتها فهذا حسن…

أترككم مع اللعبة

http://www.brl.ntt.co.jp/people/hara/fly.swf


 

حينما تريد أن تقنع الشخص الذي تتحدث معه عن أمر ما، أو حينما تريد أن تدير الحوار بشكل جيد بحيث يفهم الطرف الآخر ما تريده، وإن كنت في أغلب علاقاتك وجلساتك تسعى إلى أن تكون مثمره ولها نتيجة محدده….

وإذا كنت ترغب في أن تكون شخصاً فاعلاً مؤثراً، أقترح عليك الاهتمام بهذه الأركان التي (بإذن الله) لها دور رئيسي وهام في ذلك:

1- لغة البدن.
2- الصوت.
3- الكلمات.

دعونا نفرد كل ركن بشيء من التفصيل:

1- لغة البدن: وهي ذات التأثير الأكبر حيث يمثل نسبة تأثيرها في الآخرين (70%).
والبدن يشمل العينين واليدين والجسد كله، وحتى يتضح المقال نأتي بمثال:
حينما تكون في حديث مع شخص آخر وأنت شارد بعينيك هنا وهناك فأن هذا له دلاله على عدم اهتمامك بما يقول، عليك أن تركز يعينك عليه ولا يعني هذا أن تحرجه بشدة التركيز بل تراوح وتنظر إليه على فترات متقاربة، وبالنسبة لليدين إذا كنت قد وضعتها في جيبيك فهذا يعني أن لديك أشياء لا ترغب في الإفصاح عنها أو انك متضايق من الوضع الحالي، أما إذا كنت تحرك أصابعك بشكل عشوائي فربما أن هذا إشارة إلى شيء من التوتر، وإذا كانت يديك مضمومة إلى الصدر بشكل مغلق يعني انك متحفظ في الكلام الذي تقوله أو انك لم تقتنع بالكلام الذي تسمعه!
حسناً الوضع الجيد لليدين في هذه الحالة إما أن تكون الكفين مبسوطة وهذا يعني انفتاح وتقبل للطرف الآخر أو أن يكون كف على كف بشكل يوحي بالحميمة.
وبالنسبة للرأس والصدر جيد أن يكون متقدم إلى الأمام جهة الشخص الآخر، فإذا كان متجه إلى الخلف فكأنه يوحي للنفور والبعد عن الشخص المقابل!.
وأما الأقدام إذا كانت منفرجة ومتباعدة يشير هذا التصرف إلى شيء من السيطرة والاستعلاء، وإذا كانت الأرجل ملتصقة ومتجهه إلى الخلف فهذا ربما يعني التحفظ أو الخوف، أما إذا كان اتجاهها إلى جهة الباب فهذا يدل على الرغبة في الخروج أو الهروب من هذا الموضوع!
وأنسب وضعيه للأرجل أن تكون في الوضع العام المتزن بشكل لائق مناسب للجلسة.

2- الصوت: ويأتي تأثير الصوت بالمرتبة الثانية بنسبه (23%).
لو كان صوتك خافت وضعيف اقل من المعتاد فهذا إشارة إلى إما ضعف في الجسد وتعب أو الحياء أو الملل، وإذا كان الصوت مرتفع أكثر من الطرف الآخر هذا دليل على الغضب أو الاستعلاء أو العجلة!
والتنوع في موجات الصوت مطلب مهم مثلاً: عند الكلمة المهمة تكرر عدة مرات بحيث لا يكون التكرار مزعج مع ارتفاع بسيط للصوت وعند الأسى والحزن والتفاعل مع الطرف الآخر يقل الصوت نسيباً.

3- الكلمات: وهي ذات التأثير الأقل بنسبه (7%).
نعم حسن اختيار الألفاظ والكلمات له دوره المهم في إيصال المعلومة، لكنه يبقى الأقل تأثيراً!!
لأنه لو كنت تحفظ العشرات من الكلمات المتميزة الشيقة اللافتة للانتباه، لكنك لم تستخدم معها نبرة صوت معينه ولا حركه مناسبة من جسمك فإنها لن تودي عملها بالتأكيد.
إذا أردت أن تحدث رجلاً ما عن موضوع محدد مثلاً عن زحمه الطرقات في المدن الكبرى فعليك جمع بعض المعلومات المساعدة ومعرفه أنواع السيارات من حيث الأحجام ومعرفه أوقات الزحام وهكذا من حتى تستطيع أن تكون خلفيه جيده. (هذه عبارة عن كلمات).

وبعد أن تعرفنا على هذه الأركان الهامة يتبادر إلى ذهن أي واحد منا كيف أطبق ما تقدم؟
حسناً سآتي بمثال واحد ويمكن القياس عليه…

قمت بزيارة احد أصدقاءك في منزله وأنت تعرف أن والده تاجر في الملابس الرجالية.
وبعد أن تناولت القهوة دخل والد صديقك مع انك لم تقابله من قبل!
حقيقة ربما يبدو الأمر محرج نوعاً ما، لكن تستطيع بإذن الله أن تجاريه في الكلام حتى ينتهي اللقاء بسهوله.
أنت لديك الآن معلومات مسبقة عن الرجل، تاجر ملابس، في عمر والدك، ربما تعرف منطقته التي ينتمي إليها، تعرف بعض عاداته وتقاليده من خلال علاقتك بابنه.
في البداية عليك أن ترحب به بعد السلام عليه، ثم تبادره بالسؤال عن أحواله ثم تحادثه فيما يحبه هو متخصص فيه تسأله عن التجارة وعن بداياته وكيف كانت التجارة في البداية صعبه إلى أن وصل إليه الآن، طبعاً يكون وجهك وجسمك متجه إليه نظراتك تتجه إلى وجهه بأدب وتكون منصت ولا تقاطعه وتحاول أن تحاكيه في اتجاه الرأس إذا كان يميله إلى إحدى الجهات وأيضا في الجلسة خصوصاً إذا كنت مقابلاً له أضف إلى ذلك كلمات التأييد مثل (نعم – صحيح) والإشارة بالرأس والابتسام وفي الصوت أيضا لو افترضنا انه رفع صوته ليشرح أمر ما وضايقك ذلك بالإمكان أن ترفع صوتك بدرجه قريبه من صوته بحيث لا تعلوها ثم تتدرج في الانخفاض حتى يصل إلى المستوى الطبيعي…

في نهاية الجلسة تجده قد سُر منك واستأنس بالحديث معك…

يمكن تطبيق كل هذا على أي شخص سواءً في لقاءات رسميه أو ودية مع مراعاة المحاكاة (وليس التقليد) بحيث توافقه في بعض الحركات ونبرة الصوت ولا يكون هذا مؤثر عليك بشكل كبير بل ليكون مدخلاً لك حتى تصل معه إلى مستوى تستطيع من خلاله أن تقنعه بما تريد أنت.

 

هكذا مرت ثلاثين يوم سريعاً فاز فيها من فاز وخسر فيها من خسر!

ثلاثون يوماً هي خير الأيام وخير الشهور مضت وانقضت ورحلت ولن تعود.

هنيئاً لم غفر له وعتقت رقبته من النار، وعزائي لمن فاته الخير العظيم.

وكلنا ذاك المقصر، لكن فضل الله واسع وعطائه لا ينتهي بانتهاء المواسم والأيام.

الله اسأل أن يغفر لنا ويرحمنا ويتقبل منا صالح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا وأن يعيد علينا رمضان أعوام عديدة ويجعلنا وإياكم من عباده الصالحين.

ويسرني أن أهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك واسأل الله أن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية أجمع بالنصر والعز والتمكين والفرح والسعادة.

وكل عام وأنتم بخير….

 

 

بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد…

نحن الآن بصدد إنشاء موقع، بحيث يكون هناك عدد من الخدمات الأكثر نفعاً وفائدة…

ولهذا أرجو ممن كانت لديه فكرة معينه أو اقتراح أو خدمه يطمح في وجودها أن يتحفنا بها، خصوصاً أنني لمست من أكثر من شخص بأن يكون هناك أقسام تفاعليه يتاح فيها للزائر المشاركة أكثر من مجرد التعليقات.

على كل حال هذا الموضوع لكم، اكتبوا ما شئتم من اقتراحات وسوف تحضا باهتمامنا بإذن الله مع العلم أن هناك خطه مبدئية للموقع لكنها قد لا تكون كاملة أو قد يكون هناك أمور أنتم ترونها مهمة وقد غفلت عنها.

أتمنى أن تبدو لي أي فكرة أو اقتراح حيال هذا الموضوع.

ولكم جزيل الشكر مقدماً على تعاونكم.

الحياة أمل منكم ولكم.

 


وردتني الاستشارة التالية:

السلام عليكم إخواني الأعزاء إني بحاجة ماسة لمساعدتكم حتى استطيع النهوض والارتقاء بشخصيتي حيث إني شديدة الرغبة في البدء برحلة تغيير شاملة لشخصيتي.مشكلتي متمثلة في عدم مقدرتي في إبداء آرائي أو بالأحرى إني لا أثق بنفسي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يقول الدكتور طارق السويدان “أكثر الناس ينتظرون شيئاً ما ليتغيروا، آخرون يتغيرون عندما تحدث لهم صدمة، أو تتغير أدوارهم في الحياة، لكن أعظم التغير هو التغير المقصود الواعي النابع من التأمل والإرادة والشعور بالمسؤولية”

وأنتم من الصنف الأخير، لذا ما ينقصكم هو الثقة بالنفس وهي أن تعرف ما يميزك وما أنعم الله عليك به من مواهب وقدرات وان تستغل ذلك فيما ينفعك، على سبيل المثال إذا كان الإنسان ذكياً وهو لا يؤمن بذلك أو لا يقدر ذلك كيف يستغل هذه النعمة؟

لذلك على الإنسان أن ينظر فيما وهبه الله ثم يعزز هذه النعمة وينميها حتى تكون قيم معتقدات يؤمن بها وتصبح مصدر اطمئنان وثبات له.

وأن يحاول أن يكتسب مهارات في مجال معين فإن هذا يجعل حياة الشخص مميزه وفريدة عن غيرها مما يكسبه قيمة ذاتيه واعتزاز بالنفس، ولا أقصد هنا الغرور أو التكبر بل هو تقدير للذات.

وقبل هذا على الإنسان أن يحدد أهدافه وينظر ماذا يريد وما هي غايته وإلى أين ينتهي به المطاف!
ثم ينظر في إيجابياته وسلبياته فيعالج الخطأ وينمي ويحسن الصحيح حتى يسمو بنفسه ويعتلي في بهمته.

ثم أن علينا أن لا نلتفت للمثبطين المحبطين والحساد بل علينا اجتنابهم وعدم الاكتراث بما يقولون وإن حدث وتعرضونا لنا بكلام أو همز أو لمز ونحوه علينا أن نجعل هذا مصدر قوة لنا وان يكون تحدي داخلي نثبت لأنفسنا انه عكس ما يقولون تماماً.

وهذه روابط لها صلة بموضوعنا هذا اسأل الله أن ينفع بها جميعها:

زرع الثقة بالنفس….(استشارة)
http://www.essam-1.com/wp/?p=51

الحياة أصبحت منظمه…(استشارة)
http://www.essam-1.com/wp/?p=72

حدد مسار شخصيتك!
http://www.essam-1.com/wp/?p=80

والله ولي التوفيق


 

إن أهم ما على الإنسان هو نفسه!

بمعنى كثير ما نرى اليوم استثمارات في الأموال وفي الأعمال والصناعة و..و…الخ

وإن أهم من هذا كله هو استثمار الإنسان نفسه، والاستثمار البشري بشكل عام…

على سبيل المثال وحتى أقرب الصورة، اهتمام الشخص منا بتطوير نفسه وتصحيح عيوبه والارتقاء بذاته وتزكيه نفسه وتجديد التوبة وتعلم الجديد والقراءة إلى غير ذلك من الأمور التنموية الشخصية هذا في (اعتقادي) أهم استثمار على وجه الأرض! لأن جميع الاستثمارات الأخرى قائمه عليه.

ويترتب على ذلك الاستثمار البشري، وأقصد به التعليم والتربية والمؤسسات التعليمية والتنموية والتدريبية والإنسانية والاجتماعية التي تعنى بذات الإنسان، فهي من أهم مقومات الحياة…

وبعد هذه المقدمة أقول: أن الكل ينشد الكمال وهذا محال بطبيعة الحال، ونحن المسلمين ميزنا الله بأن بعث فينا أكمل البشر وأفضلهم وسيدهم عليه الصلاة والسلام وأن الاقتداء بأفضل الخلق شيء لا يعدله غيره وتطلع لا يعلوه شيء…

وبما أن من طبيعة البشر النقص والتقصير والضعف (فإني أقترح) أن نحدد مسار شخصيتنا بما يتوافق مع إمكانيتنا وميول كل منا الطبيعية والمكتسبة بشرط أن لا تكون خارجه عن الحدود الشرعية…

مثلاً: لا نأتي لمن فيه شيء من الحكمة والفطنة والعدل والرزانة ونقول له اجعل شخصيتك فاكهيه وشارك الناس في الأنشطة الرياضية وأجعلها من اهتماماتك وننصحك بمتابعه الأخبار السياسية!
هذا يتناقض مع تطلعاته وبالتالي وإن قام بذلك فأنه لن ينجح…

لكن ماذا لو نصحناه بأن يتجه إلى التعليم مع إكسابه بعض الأمور التربوية!
أو اتجه إلى الإصلاح الأسري وحل المشاكل الاجتماعية…
أو حتى اتجه للقضاء بعد التحصيل العلمي المناسب…
فترة بسيطة ونراه منتج بل ومتألق في مجاله…

لذلك أقول على كل منا أن ينظر فيما وهبه الله وميزه عن غيره من صفات وأن يرى ما الذي يميل إليه ويجد أنه لو أستمر في ذلك سينجح ويحقق ذاته، وإن كان يجد صعوبة في اكتشاف ذلك لا يضره أن استشار من حوله ممن لديه خبره أو ممن عاشرة وعرفه جيداً…

وحينما يكتشف ميوله عليه أن ينظر إلى القدوات ويأخذ من كل واحد ما يناسبه، على سبيل المثال:

أحمد فيه صفات كثيرة جيده ومنها الحلم والأناة وهي تنقصني إذاً أقتدي بأحمد في هذا.
عبدالله من صفاته الكرم.
خالد قيادي.
محمد عملي ومنتج.

وهكذا من كل قدوه (أقصد بالقدوة أن يكون شخص له مكانته وفضله في المجتمع سواء على المستوى المحلي الصغير أو على مستوى الدولة أو على مستوى أكبر) يأخذ ما يناسبه ويقوم بمحاكاته لا أقصد أن يكون نسخه طبق الأصل لا، بل يتخذ له أسلوبه الخاص الذي يميزه وذلك من خلال الاستفادة من المحاكاة للقدوة.

مع الوقت تجد أنك أمام شخصية رائعة متميزة فريدة من نوعها…

 


 

خرجت من المنزل في وقت لم أعتد الخروج فيه، شيء ما دفعني للخروج راجلاً!

مشيت مثقل الخطى هكذا أحسست بخطى ثقيلة وهم على الصدر وضيق في النفس وشيء من الكدر في المزاج ربما كان هذا الدافع للخروج ماشياَ!!

مشيت هائماً على وجهي لا أدري إلى أين، تركت نفسي هي التي تختار المكان، وتركت جسدي يحدد مده السير هكذا قررت في داخلي وبقى ذهني يجول في رحابة الضيق وقلة الحيلة!

هكذا كنت حتى وجدتني أمام باب الجامع، قلت لنفسي لم أعتد منك حسن الاختيار، وشكرت جسدي لأنه لم يتعب إلا على أعتاب الجامع!

دخلت في غير وقت صلاة على غير العادة، سميت الله ثم دلفت أجر خطاي إلى وسط الجامع….

تأملت قليلاً المكان إذ بالسكون والهدوء وحسن الإضاءة مع نظافة السجاد جعلتني أحس بشيء من الراحة، أخذت أجول بناظري في المكان فلم أجد إلا رجال قليل هنا وهناك في جنبات المسجد، وفي الصف الأول وجدت رجلان متجاوران الأول كان مطرق الرأس حاني الظهر قد ضم بيديه ساقيه بعد أن ثنى ركبتيه، والثاني لم ينهي تحية المسجد بعد، قررت أن أجلس خلفهم رغم سعة المكان!

اتجهت إلى الصف الثاني بحيث أكون خلفهم تماماً أديت سنة دخول المسجد نقرتها ثم جلست…

كان الثاني يحاول أن يحادث الأول يبدو أن حاله لم تعجبه وكنت أنا خلفهم أرقب تصرفاتهم لحظه بلحظة…!!

سلم الثاني على الأول وقال: السلام عليكم يا أخي….
رفع الأول رأسه على خجل وقال بصوت يكاد لا يُسمع: وعليكم السلام….

الثاني: أنا أخوك سامي وأراك على حال لا تسر هل بك فاقه! أم أصاب أهلك بلاء؟
الأول: يرفع رأسه ويخرج من جيبه منديلاً يمسح به أنفه ثم ينزل رأسه ثانيه ويقول: دعني يا أخي فالله أعلم بحالي!
سامي وهو يربت بيده على كتفه: لا عليك يا أخي أطمئن أن استطعت مساعدتك وإلا لن أضرك، قل لي: ما أسمك؟
الأول: عبدالرحمن…
سامي: عبدالرحمن حدثني ما بك؟
عبدالرحمن يرفع رأسه وهو يدافع عبراته ليقول: شـ …شـ … ش حمه….شحمه ثم أجهش باكياً!!
سامي وقد ذهل من رد عبدالرحمن: شحمه ماذا؟ هل سرقت؟
قال عبدالرحمن: شحمه صغيره عصيت بها ربي!
عصيت ربي بعيني الصغيرتين وهو العظيم الجبار!
سامي وقد أحس بما يحس به عبدالرحمن: ها قد عرفت قدرها الآن والحمدلله…
قاطعه عبدالرحمن: سمعي وجلدي وعظمي ولحمي بل كلي وحتى قلبي….
سامي وقد أمتلئت عينيه بالدموع وكادت أن تفيض وهو يقترب من عبدالرحمن: عبدالرحمن عبدالرحمن اسمك عبدالرحمن والرحمن رحمان ثم نزلت على خده دمعات….
وأخذ يذكر له بعض الكلمات الطيبة التي تبث الأمل وتؤنس القلب وتريح النفس…
إلى أن تلى بصوت عذب شجي:
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
 ثم تلى:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

عندها ألتفت عبدالرحمن لسامي وتعانقا وهو يقول اسمي عبدالرحمن والرحمن رحمان…أنا عبدالرحمن والرحمن رحمان….

راقبت هذا كله وكنت أتعايش معهما وكأني تارة في مقام عبدالرحمن وتارة في دور سامي…
حتى لحظه العناق، لم أشعر إلا ودمعات من عيني تتساقط وأنا أقول في نفسي (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )، وهممت أن أذهب لهما وأصافحهما….

وإذا بصوت الأذان يعلن لنا (نحن الثلاثة) يوم جديد وحياة جديدة…

تمت،

 

حقيقة: لم تكن هذه القصة واقعيه إطلاقا ولكن الحقيقة التي نؤمن بها “أننا عباد الرحمن، وأن الرحمن رحمان”

 


« الصفحة السابقةالصفحة التالية »